شهادة وفاة
يخلق البشر سواسيه بدون تمييز او القاب يمضون التسعة اشهر بدون وعي مجرد خلية تنقسم وتتقسم لترسم ملامح جنين. تبعث الروح ويبدا الرضيع بالصراخ ليعلن بدا الحياة يحاول الوالدين اسكاته باستماتة بدون فائدة. صرخات الحياة للوهله الاولى قد تكون مجرد ضجيج يتنقل عبر الهواء في محاولة بائسه من الطفل للفت الانتباه والحصول على طلبات قد تكون بديهيه للشخص البالغ. تمر السنين ويكبر ذلك الطفل ليمتلك القدره على التعبير بنضوج عقله اللاواعي ويصبح البديهي شيء يسهل التعبير عنه. يبدا الحساب والاختبار نتائج لا يتم تحصلها في الحياة الدنيا، يتحفظ عليها في كتب سماويه لا يتطلع عليها غير المصرح لهم اختبارات صعبه بالحياة يمر الانسان بها.
اسئلة كونيه تدور بالخلد يستغفر ربه ويعود لاداء الفرائض مع استمرار التساولات الوجودية. ما هو الوجود ولماذا انا هنا او حتى لماذا هم هناك؟ اسئلة كثير محرمه ولا يتم تداولها خارج العقل البشري لاسباب كثير لا مجال للنقاش فيها. في كل مره يتعرض ذلك الطفل لاختبار يحرص كل الحرص على ان يكون الخالق هو الرقيب وان الهدف المصيري هو اجتياز اختبار من اجل الحصول على ثمرات افعاله في الحياة الاخرى. يرضخ ذلك الطفل للوصاية البشريه و يواظب على اداء مهامه اليوميه بدون كلل ولا ملل ليعيد نفس التجربه الانسانه التي مر بها اسلافه ليخلف بعدها طفلاً يطرح نفس التساولات بدون وجود اجوبه تشفي فضول طفله. يكرر نفس الاجوبه المعلبه التي فرضت عليه مع التنبيه على ان التساولات خارج نطاق الكتاب المقدس لا تجوز وقد يحدث مالا يحمد عقباه.
تمضي السين يكبر الطفل ويشيع جنازة والده ومع وضع الجثمان داخل اللحد تعود التساؤلات من جديد. الى اين وكيف ومتى؟ يتذكر الطفل جملة الوصاية بعدم التفكر خارج اطار الكتاب ليستغفر ربه ويغلق باب التساؤلات ويدعو لمن اطلق الخليه الاولى بداخل البيضه بالنجاح في اختبار شهادة الوفاة.