لم يكن في الشارع ما يلفت… ضوءٌ خافت، أرصفةٌ ضيّقة، بشرٌ يعبرون، لا أحد يلتفت… لا شيء يستحق التوقّف. كلّ شيء كان عاديًا… حتى ظهرتِ. كلّ شيء اختفى، وكأنّ العالم تراجع خطوة إلى الخلف، ليمنح اللحظة مكانها… كما لو كانت مكتوبة منذ زمن. صمتٌ يشبه الحوار، نظرةٌ قصيرة، وُلدت فيها لحظة… عشتُها كاملة، ومتُّ بعدها، حين ودّعتُها بصمت. ثم مضيت، أو هكذا ظننت. ابتعدتُ، لكن روحي ظلّت عالقة في تلك اللحظة. ما من شيء يُشبه ما تركتُه خلفي… همستُ في داخلي: أريد ان اعود لنفس اللحظة اريد الحياة اريد ان اتنفس.

عدت، ووجدتكِ في النقطة التي توقّف فيها الزمن داخلي. لكنني انسحبت… بهدوء. وصلتُ إلى غرفةٍ صغيرة في مدينةٍ صاخبة، وضعتُ حقيبتي وبقيّة أغراضي، لكنني لم أجد أثمن ممتلكاتي. روحٌ كانت تعيش في داخلي، يبدو أنها لا تزال هناك… تتأمل عينيكِ. خرجتُ بلا وعي، بلا تفكير، أبحث عنك بين الشوارع الضيّقة، أواجه قراراتٍ مصيرية عند كل مفترق، في مدينة لا تعترف بالصدف. بشرٌ كثير… لا يعنون لي شيئًا. في كل خطوة، أصرخ… وأُنادي اسمك الذي لا أعرفه.

وفي زاوية الشارع، مطعمٌ صغير اعتدتُ تجاهله… لكن في هذا المساء، كنتِ فيه. جلستُ أمامك… التقت العيون، وعدتُ للحياة من جديد. نظرتُ إليكِ، فابتسمتِ… .

You’ve successfully subscribed to ضياع
Welcome back! You’ve successfully signed in.
Great! You’ve successfully signed up.
Your link has expired
Success! Check your email for magic link to sign-in.